فلسفة الخلود في مصر القديمة
اختيار وتقديم : هبه العربي
حضارة المصريون القدماء مزيج من التطور والأسرار التي لا تخلو من المعتقدات الغريبة، التي أثارت العالم وجذبت إلينا السياح من شتى بقاع الأرض، وجعلت الكثير من العلماء يتفرغون لدراسة تلك الحضارة وتقديم المحاولات لفك رموز لغتها والكشف عن العديد من أسرارها، ومحاولة محاكاة التطور التي وصلت إليه تلك الحضارة في ذلك الوقت، والذي أفاد العديد من الدول المتقدمة اليوم.
هذا ما جعلنا نختار أحد الكتب التي سنتعرف من خلالها على إحدى طقوس ومعتقدات المصريين القدماء، وهو كتاب بعنوان (التحنيط) لأحمد صالح، فإن الباحث أحمد صالح اهتم بعلم الأجساد المحنطة وقد أطلق عليه اسم (الموميولوجي) أي علم المومياء.
وقد وضح لنا الباحث في بداية كتابه، أن الكتاب سيتناول:
- هدف المصريين من الحفاظ على أجسادهم وتحنيطها.
- مناقشة الأخطاء الشائعة التي يزعمها البعض حول التحنيط في العصر الحالي.
- طرق التحنيط الثلاث التي اتبعها المصريون وأسعارها.
-خطوات التحنيط والمدة الزمنية التي يستغرقها المحنطون لإنهاء عملية التحنيط.
- أهم الأدوات التي استخدمها المحنطون، والمواد التي تتم عن معرفتهم بخصائص المواد التي استخدموها.
- كما يتناول الدور الذي قام به المحنطون في الأسرة 21 في القرن الحادي عشر ق.م، والتي أطلق عليه الباحثون "فترة كمال التحنيط" .
- دور الدولة ممثلة في المجلس الأعلى للآثار في الاهتمام بعلم الموميولوجي الذي تطور بشكل كبير في الدول الغربية.
- إبراز دور وأهداف المتحف المتخصص في تحنيط بمدينة الأقصر.
- وفي النهاية يناقش تجربة الأمريكيين في تحنيط أحد الأجساد الحديثة ومدى الاستفادة من هذه التجربة.
ثم بدأ الكاتب بتوضيح المقصود بكلمة التحنيط، وقد وجد أن أقرب معنى لها هو الحفاظ على الجسد، وكان يطلق عليه قديماً كلمة "وت" أو "وتى" ، ويرمز لها برمزٍ أقرب إلى شكل البيضة، ويقصد به خطوة التكفين.
وقد تعرفنا من خلال الكتاب على أصل كلمة (الحانوتي) الذي يقوم بتغسيل ودفن الموتى، حيث أنه قديماً كان يطلق عليه (الحانوطي) هو من كان يقوم بدهن الجسد والنعش بمواد ذات خواص عطرية وكان يطلق عليها لفظ الحنوط؛ لذلك سمي القائم على ذلك العمل (الحانوطي) واستمر هذا الاسم لهذا اليوم بتغيير بين حرفي الطاء والتاء.
كما وضح لنا الكاتب فلسفة القدماء في عملية التحنيط ويمكن تلخيصها في أنهم كانوا يقومون بذلك حتى تستطيع أرواحهم عندما تعود بعد الموت ومفارقة الجسد التعرف على ملامح وشكل الجسد الذي كانت تعيش فيه قبل الموت، لذلك كان من المهم بالنسبة لهم تحديد هوية المتوفي، فإن لم يتم تحديدها فلن تتعرف الروح على صاحبها مما سيؤدي إلى ضياع فرصته في دخول جنة الأبرار، لذلك كان يحرص أهالي المتوفي بربط الجسد بمعلومات عنه كاسمه، ولقبه، ومحل إقامته، وتاريخ وفاته.
ويعد تاريخ الوفاة أهم معلومة عند المحنطين ، لأنهم يُقَدِرون مدة التحنيط على تاريخ الوفاة .
وكان هناك ثلاث طرق للتحنيط تعتمد على الطبقة الإجتماعية التي ينتمي لها المتوفي:
الطريقة الأولى (لطبقة الأغنياء):
"يقوم فيه المحنط بتطبيق كل خطوات التحنيط كاملة مع استيراد مواد التحنيط عالية الجودة من لبنان وسوريا واليونان والصومال ، تبدأ هذه الطريقة باستخرج أنسجة المخ من الفتحة المصفوية ثم استخراج باقي الأحشاء".
الطريقة الثانية (للطبقة المتوسطة):
"يتم استخراج الأحشاء وتحليلها عن طريق حقن الجسد بحقنة شرجية مملوءة بزيت الأرز ثم يجفف الجسد بعد ذلك ويتم دهنه ولفه بلفائف الكتان. وتختلف هذه الطريقة من سابقتها في عدم الاهتمام بالحفاظ على أعضاء الجسد الداخلية".
الطريقة الثالثة والأخيرة ( لطبقة الفقراء ) :
"وفي هذه الطريقة لا تستخرج أحشاء المتوفى ولا مخه ولكن التحنيط يقتصر على تجفيف الجسد ودهنه بالدهون ولفه باللفائف".
ومازال الكتاب يحتوي على العديد من المعلومات حول عملية التحنيط وأدواته، وكيفية تحنيط بعض الحيوانات التي كانت تقدم كقرابين للآلهة التي يعبدونها ، فإن كان لديكم الرغبة في التعرف على معلومات أكثر فعليكم قراءة الكتاب والتعرف على ما به من معلومات شيقة ، تمنياتي لكم بقراءة ممتعة .
تعليقات
إرسال تعليق